للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخرجه أيضاً مسلم في صحيحه بنحوه (١).

* الوجه الثالث: في شرح ألفاظه:

(لعق): اللعق: اللحس، ولعق الأصابع: لحسها.

* الوجه الرابع: دل الحديثان على استحباب لعق أصابع اليد بعد الفراغ من الطعام، وقبل غسلها، تأسياً بالنبي -صلى الله عليه وسلم- ومن باب المحافظة على بركة الطعام، فقد جاء في الحديث الصحيح: «فإذا فرغ فليلعق أصابعه، فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة» (٢).

وكأن مقصود الأحاديث ترك الإسراف في الطعام، وعدم التهاون بقليله، لأنه من جملة نعم الله التي ينبغي عدم إهدارها.

* الوجه الخامس: زعم بعض الجهلة أن لعق الأصابع بعد الأكل أمر لا يناسب الذوق العام! وهذا جهل من صاحبه، لأن هذا الطعام المتبقي على الأصابع هو جزء من طعامه الذي كان يأكله قبل قليل، فلا ضير من أكله. ولأن أكل ما تبقى من الطعام على الأصابع بأطراف شفته ليس فيه ما ينافي الذوق، وهو خير من غسل ذلك الطعام وإلقاءه في مياه التصريف مع القاذورات بعد أن شبع، وكان قبل قليل من جوعه يبحث عنه، ويحرص عليه ويدفع فيه أغلى الأثمان!!

قال الإمام الخطابي رحمه الله: «عاب قوم أفسد عقلهم الترفه فزعموا أن لعق الأصابع مستقبح، كأنهم لم يعلموا أن الطعام الذي علق بالأصابع أو الصحفة جزء من أجزاء ما أكلوه، وإذا لم يكن سائر أجزائه مستقذراً لم يكن


(١) «صحيح مسلم» (١٣٢ - ٢٠٣٢).
(٢) «صحيح مسلم» (٢٠٣٣).

<<  <   >  >>