(يعنون جبرا الرومي غلام عامر بن الحضرمي، وقيل: جبرا ويسارا كانا يصنعان السيوف بمكة، ويقرآن التوراة والإنجيل، وكان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يمر عليهما ويسمع ما يقرآنه. وقيل: عائشا غلام حويطب بن عبد العزى قد أسلم، وكان صاحب كتب. وقيل: سلمان الفارسي. (لسان الذي يلحدون إليه أعجمي (لغة الرجل الذي يميلون قولهم عن الاستقامة إليه -مأخوذ من لحد القبر- أعجمي غير بين وهذا القرآن لسان عربي مبين ذو بيان وفصاحة.
أحدهما: أن ما سمعه منه كلام أعجمي لا يفهمه هو ولا أنتم، والقرآن عربي تفهمونه بأدنى تأمل، فكيف يكون ما تلقفه منه؟ !
وثانيهما: هب أنه تعلم من المعنى باستماع كلامه، لكن لم يتلقف منه اللفظ؛ لأن ذلك أعجمي وهذا عربي، والقرآن كما هو معجز باعتبار المعنى، فهو معجز من حيث اللفظ، مع أن العلوم الكثيرة التي في القرآن، لا يمكن تعلمها إلا بملازمة معلم فائق في تلك العلوم مدة متطاولة، فكيف تعلَّم جميع ذلك من غلام سوقي، سمع منه في بعض أوقات مروره عليه كلمات أعجمية لعله لم يعرف معناها، وطعنهم في القرآن بأمثال هذه الكلمات الركيكة دليل على غاية عجزهم) (١) .
(قال القاضي ابن الطيب: نحن نعلم ضرورة أن هذا مما لا سبيل إليه إلا عن تَعَلُّمٍ، وإذا كان معروفا أنه لم يكن ملابسا لأهل الآثار وحملة الأخبار، ولا مترددا إلى المتعلم، منهم ولا كان ممن يقرأ فيجوز