للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنه لم تدون جميع السور والآيات التي سمعت من فم محمد، بل إن كثيرا منها حفظ في صدور الناس، ومرت سنون عديدة قبل أن يؤمر زيد بتدوينها، نقلا عن ذاكرة أولئك القراء , فكيف تأمن على الحقيقة من ذاكرتهم؟) (١) .

المطلب الثاني: شبهة أنه زِيدَ (٢) فيه ونُقِصَ , والرد عليها:

أولاً: في هذا المطلب نعرض للقول بأن أصل القرآن موجود، ولكنه زيد فيه أو نقص، وقد فتح هذا الباب على مصراعيه الرافضة الاثنا عشرية , حيث نقلوا عن أئمتهم أن القرآن محرف وناقص ومبدل، وإنما فعلوا هذا حتى يثبتوا خلافة علي رضي الله عنه وآل بيته؛ فإذا اعترض عليهم معترض بأن هذه الولاية لم تذكر في القرآن , لا تصريحا ولا تلميحا ولا إشارة، كان الجواب: إن القرآن محرف ناقص (٣) .

وتقول في دائرة المعارف الإسلامية: (القرآن لم يسجل كله عند نزوله، بل كثير من الوحي المتقدم النزول لم يسجل؛ لأن المسلمين لم يكونوا منتبهين لأهمية ما يتلوه الرسول (، فضاع كثير من القرآن) (٤) .

وتشير دائرة المعارف أيضا إلى سقوط سورتين كاملتين من القرآن , وهما (سورة النورين) و (سورة الولاية) (٥) . آخذين هذا الرأي من مذهب الشيعة الغلاة.

وفيها أيضا: (البعض ينكر الآيات التي يلعن فيها خصوم محمد) (٦) .

وقال رحمانيوف: (إن الخوارج قد ألفت سورة يوسف، بينما زادت الشيعة سورة أخرى) (٧) .

ويقول جولدتسهير (٨) : (لا يوجد كتاب تشريعي اعترفت به طائفة دينية اعترافا عقديا على أنه نص منزل أو موحى به , يقدم نصه في أقدم


(١) المرجع السابق ص:٣٧١.
(٢) وقد ألف الدكتور فضل حسن عباس- الأستاذ المشارك في الجامعة الأردنية، كلية الشريعة- كتابا بعنوان لطائف المنان ورائع البيان في دعوى الزيادة في القرآن، تكلم فيه كلاما جيد عن قضية أن القرآن قد زيد فيه، ولكنه لم يتكلم عن موضوع النقص، والكتاب طبعته دار النور للطباعة والنشر، بيروت، الطبعة الأول،١٩٨٩.
(٣) انظر كتاب الشيعة الاثنا عشرية وتحريف القرآن، لمحمد عبد الرحمن السيف، الطبعة الأولة ١٩٩٨, لم يذكر عليه اسم الدار التي طبعته ولا مكان الطبع، وكتاب الشيعة والقرآن، لإحسان إلهي ظهير، مكتبة إدارة ترجمات السنة، لاهور باكستان، وكتاب (أيلتقي النقيضان) لمحمد مال الله، دار النفير، الكويت، الطبعة الأولى١٤٢١.
وأصول مذهب الشيعة الإمامية الاثنى عشرية، د. ناصر بن عبد الله القفاري، الفصل الأول من الباب الأول بعنوان (اعتقادهم في القرآن) (١/١٢٣) .
وانظر من كتب الشيعة كتاب (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) للنوري الطبرسي، وقد طبع عدة طبعات، وكتاب لله ثم للتاريخ، لحسين الموسوي، وقد طبع عدة طبعات من غير ذكر للدار التي طبعته.
(٤) دائرة المعارف الإسلامية الاستشراقية (ص:١٤) .
(٥) دائرة المعارف الإسلامية الاستشراقية (ص:١٨) .
(٦) المرجع السابق.
(٧) انظر كتاب: الرد القرآني على كتيب"هل يمكن الاعتقاد بالقرآن" للسفير الروسي م. رحمانوف, لعبد الله كنون. (ص:٢٢) دار الكتاب اللبناني، الطبعة الأولى١٩٨٢.
(٨) تقدمت ترجمته ص ٢٣٢

<<  <   >  >>