للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عصور تداوله , مثل هذه الصورة من الاضطراب وعدم الثبات، كما نجد في النص القرآني) (١) .

ونفى نولدكه الألماني (٢) في كتابه (تاريخ القرآن) أن تكون فواتح السور من القرآن , مدعيا أنها رموز لمجموعات الصحف التي كانت عند المسلمين الأولين قبل أن يوجد المصحف العثماني، فمثلا حرف الميم كان رمزا لصحف المغيرة , والهاء لصحف أبي هريرة , والصاد لصحف سعد بن أبي وقاص , والنون عثمان؛ فهي-كما يزعم- إشارات لملكية الصحف , وقد تركت في مواضعها سهواً، ثم ألحقها طول الزمن بالقرآن فصارت قرآنا (٣) .

وقال طه حسين -مقلدا المستشرقين-: (هناك موضوع آخر يجب أن أنبهكم إليه , وهو مسألة هذه الحروف العربية غير المفهومة التي تبتدئ بها بعض السور , مثل ألم، ألر، طس، كهيعص، حم، عسق ... إلخ، فهذه كلمات ربما قصد منها التعمية أو التهويل , أو إظهار القرآن في مظهر عميق مخيف , أو هي رموز وضعت للتمييز بين المصاحف المختلفة التي كانت موضوعة عند العرب، فمثلا (كهيعص) رمزاً لمصحف ابن مسعود، (حم عسق) رمزاً لمصحف ابن عباس (طس) رمزاً لمصحف ابن عمر، وهلم جرا، ثم ألحقها مرور الزمن بالقرآن فصارت قرآنا) (٤) .


(١) انظر كتاب: القرآن والمستشرقون , لنقرة ص:٤٠، عن كتاب القرآن والكتاب.
(٢) تقدمت ترجمته ص (٢٠٢)
(٣) انظر بحث القرآن والمستشرقون , للدكتور التهامي نقرة (١/٢٣) ،ضمن كتاب مناهج المستشرقين في الدراسات العربية والإسلامية، طبعة مكتب التربية العربي لدول الخليج.
(٤) نقض مطاعن في القرآن الكريم، لمحمد أحمد عرفة، ص:٧-٨.

<<  <   >  >>