للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الآيات بعضها مع بعض , وقد أجبنا على أكثرها في المطلب السابق.

[المطلب الثالث: دعوى تعارض القرآن مع الحقائق الكونية أو حقائق العلم التجريبي:]

من المطاعن على القرآن دعوى أنه يتعارض مع الحقائق الكونية أو حقائق العلم التجريبي الحديث، وعليه فإن القرآن ليس من كلام الله تعالى؛ لأن الله جل جلاله يعلم كل شيء، وقد ذكر الطاعنون لهذا أمثلة سيأتي ذكرها.

بادئ ذي بدأ لابد من وضع بعض القواعد لهذه المسألة:

١- لابد أن تكون هذه المعلومات التجريبية وصلت مرحلة الحقيقة العلمية المستقرة المتفق عليها (١) ، فلا يجوز أن نجادل القرآن بنظريات تفسيرية لبعض ظواهر الكون، أو أن القضية العلمية عبارة عن تجارب لم تصل إلى حد الحقيقة الثابتة القطعية، مثل نظرية أن أصل الإنسان قرد ثم مر بمراحل حتى وصل إلى هذا المستوى (٢) ، التي تتعارض مع كون ابتداء خلق الناس كان من آدم الذي خلقه الله تعالى مرة واحدة من غير تدرج.

٢-لابد أن يكون هذا التناقض من كل وجه بحيث لا يحتمل


(١) انظر: التفسير والمفسرون، للذهبي (٢/٤٧٠) ، مكتبة وهبة، القاهرة، الطبعة الخامسة ١٩٩٣، والمدخل إلى علم التفسير، د. بلتاجي ص: ٢٠٨، وص: ٢٦.
(٢) انظر: مدخل إلى علم التفسير، أ. د. محمد بلتاجي حسن (ص: ٢٠٣) ، حيث نقلها عن ميلر بروز (رئيس قسم لغات الشرق الأدنى) .

<<  <   >  >>