للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا كان ورقة يعرف حال النبي (صلى الله عليه وسلم) ,وأنه لازمه خمس عشرة سنة , وأخذ منه القرآن، فلماذا يقول: (هذا الناموس -يعني الوحي-الذي أنزل على موسى) ويقول: (وإن يدركني يومك حيا أنصرك نصرا مؤزرا) أليس في هذا تصديق له وإثبات صحة نبوته، أم أن الحدادي يأخذ من الحديث ما يوافق هواه ويعرض عن غيره.

-وقوله: (ونجد في المدينة في معية النبي حاشية مسيحية ويهودية قد أسلمت أو سايرت الإسلام، نجد بلالا الحبشي مؤذن النبي وصهيبا الرومي المسيحي الثري، وسلمان الفارسي المسيحي الأصل، وعبد الله بن سلام اليهودي الوحيد الذي أسلم في المدينة مع كعب الأحبار) : فانظر كم حوى هذا النص من المغالطات، فصهيب لم يكن من الأثرياء، بل كان فقيرا معدما مستضعفا (١) ، وسلمان لم يكن مسيحي، الأصل بل كان مجوسيا ثم تنصر ثم أسلم بعد وصية الراهب النصراني له بذلك (٢) ، وعبد الله بن سلام لم يكن الوحيد الذي أسلم من اليهود، فهناك الغلام اليهودي جار النبي (صلى الله عليه وسلم) الذي عاده من مرضه فأسلم،


(١) انظر ترجمته في الإصابة في ترجمة الصحابة لابن حجر (٣/٤٤٩) ، تحقيق علي البجاوي، دار الجيل، بيروت، ط١،١٩٩٢، نعم ذكروا أنه ترك ماله ليهاجر، وأن أهل مكة لم يسمحوا له حتى ترك كل ماله، ولكن لم يذكروا أن هذا المال كان كثيرا بحيث كان من الأثرياء، وحتى لو كان فلماذا ترك هذا الثراء وتبع النبي (صلى الله عليه وسلم) ، ألا يدل هذا أن صهيبا عرف صحة نبوة محمد (صلى الله عليه وسلم) ؟.
(٢) انظر حديثه الطويل في قصة إسلامه في مسند الإمام أحمد (رقم:٢٣٢٢٥) وإسناده صحيح.

<<  <   >  >>