للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣- الآية ٩ من سورة الحجر تناقض الآية ٣٩ من سورة الرعد:

وآية الحجر هي: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر:٩] ، وآية الرعد هي: {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب..} [الرعد:٣٩] ، يعني كيف يجتمع الحفظ مع المحو (١) ؟.

الجواب (٢) :

آية الحجر تصف القرآن أنه تنزيل من الله تعالى, وأن الله حافظه من الزوال والتحريف، وصدق الله وصدق قرآنه، فالمسلمون بعد أربعة عشر قرنا يقرأون القرآن غضا طريا صريحا صحيحا كما أنزله الله تعالى، وكما قرأه محمد (صلى الله عليه وسلم) على أصحابه، فأين كتاب موسى وأين وصاياه، وأين إنجيل عيسى؟ هذه كتب لم يحفظها الله تعالى فذهبت مع الأيام، والقرآن لم يضع منه شيء ولن يضيع.

وأما آية الرعد تذكر أن الله يمحو أحكاما ويثبت أخرى، ويمحو مقادير ويثبت غيرها، أفي هذا تضارب؟

قلتُ: آية الرعد ليست في القرآن, بل المراد منها الصحف التي بيد الملائكة التي فيها مقادير الخلق، فإن الله تعالى يغيرها حسب مشيئته وحكمته، واختلف العلماء في ذلك ولكن كل الخلاف دائر في باب القدر (٣) ، ولو سلمنا أن آية الرعد في القرآن، فإن المقصود بالمحو


(١) انظر رد مفتريات على الإسلام (ص:٣٧) .
(٢) انظر رد مفتريات على الإسلام (ص:٦٨) .
(٣) انظر تفسير فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية في علم التفسير، للإمام الشوكاني (٣/٨٩) ، دار الوفاء، المنصورة، الطبعة الأولى،١٩٩٤، وقد ذكر فيه ثلاثة عشر قولا، ليس فيها أن المقصود به محو القرآن.

<<  <   >  >>