كله، لا بجزئياته! فهل يصح في منطق العقول حقاً أن ما ينطبق على الكل المجموع لا يندرج على جزئيات هذا الكل؟! . ومن العجب أن يثبت خلف الله في كلامه السابق أن في القرآن أساطير، والآية السابقة تحكي قول الذين كفروا في ذلك، ثم تعقب عليه بأن الذي أنزل هذا القرآن إنما هو الذي يعلم السر في السماوات والأرض، وفي هذا أبلغ بيان في نفي زعم الأسطورة عنه؛ لأن الذي يعلم حقائق الأمور في كل شيء , لا يجوز عليه أن يحكي في كتابه المنزل الأساطير والأباطيل على أنها هي الحق الذي لا يأتيه الباطل , إنما يقع في هذا ناقصو العلم والمعرفة من البشر , الذين لا علم لهم بحقائق وأسرار الكون.
٩-وهذا المعنى الأخير مصداق قوله تعالى:{أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا}[سورة النساء الآية ٨٢] يعني - والله تعالى أعلم - لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً مع حقائق الأمور التاريخية والكونية، ولوجدوا فيه اختلافاً كثيرا بعضهم مع بعض، ولوجدوا فيه اختلافا كثيرا مع الفطرة البشرية، لكنه لما كان من عند الله فقد تجرد عن ذلك كله، فليس فيه أي اختلاف مع شيء من ذلك , لكن خلف الله وأصحابه يزعمون أن في قصصه اختلافا مع الحقائق التاريخية والكونية، فهل يستقيم مع هذا القول أن يكون فيما صدروا عنه من عند الله؟!.
١٠-وما قولهم في قوله تعالى: (ألم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوماً ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون (
[سورة السجده الآيات:١-٣] ، فرد على دعوى الافتراء بإثبات أنه هو الحق من الله، فهل يتمشى مع منطق العقل أو أساليب البيان أن يكون حقاً قد احتوى باطلاً؟ وهل يصدق عليه وصف الحق حينئذ؟.