للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال تعالى: (وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله (و (قل الله يهدي للحق (وليس الظن أو الوهم أو الافتراء من الحق (راجع يونس: ٣٥ - ٣٧) .. فأين في هذا كله ما يتيح لخلف الله وأصحابه الزعم بأن نفي الافتراء في هذه الآيات لا يلحق المواد الأدبية القصصية، ولا بما في هذه القصص من صور للأحداث والأشخاص؟ وهل إذا لَحِقَ الافتراء هذه الأمور - كما يزعمون - يصح إطلاق وصف الحق في الآيات السابقة؟ وهل استخلاص عبرة ينافي أن يكون القصص المستخلص منه حقاً؟ لقد أجابت عن هذا الزعم الباطل آخر آية في سورة يوسف , وهي قوله تعالى: (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثاً يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون (. فالعبرة المستخلصة من القصص القرآني , إنما تستخلص من قصص حق لا افتراء فيه ولا أسطورة.

١٢-وفي القرآن الكريم قوله تعالى: (فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون (

[سورة يونس الآية: ٣٢] ، فإذا كان كل ما في القرآن قد وصف بأنه هو الحق , فهل يستقيم بعد هذا أن يتضمن شيئاً ينسب إلى باطل أو ضلال , بمخالفته لحقيقة التاريخ أو الحقائق الكونية) (١) ؟.

١٣-إن عدم مطابقة ما في القرآن من وقائع تاريخية مع أحداث التاريخ , إما منشؤه عدم وجود هذه القصص في التاريخ أصلا , وإما


(١) هذه الأدلة الخمسة ذكرها الدكتور بلتاجي في كتابه "مدخل إلى علم التفسير " (ص:١٩٤-١٩٧) .

<<  <   >  >>