للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد أجاب ابن حزم -رحمه الله- على ابن النغريلة اليهودي بأن كلمة (فيه شفاء) نكرة فلا تلزم العموم (١) ، وقد تقدم معنا كلام الأمام الداني (٢) أن (ال) في كلمة (للناس) ليست للعموم بل للجنس.

وهذه هي الطعون العلمية التي ذكرها المجلس الملي النصراني ورد الدكتور شلبي عليها: -

٢_ الأرض ثابتة لا تتحرك:

(جاء في سورة لقمان: (وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم (. وجاء هذا في سورة أخرى. . وقال ((رجال المجلس الملي)) : إن العلم يثبت أن الأرض تدور حول نفسها مرة كل ٢٤ ساعة فكيف يقول القرآن إنها راسية وثابتة (٣) ؟

الجواب: (معنى تميد تضطرب وتتزلزل، ولا يراد بالميدان مجرد حركة متزنة، والمصدر الثلاثي (فعلان) يأتي لإفادة هذا المعنى، مثل ميدان وغليان وثوران وجولان. . . وهكذا، والآية تذكر أن الله ثبت الأرض حتى يستطيع البشر أن يستقروا عليها في نومهم، ويزرعوا ويرعوا ماشيتهم، ولو كانت مضطربة ما استطاع الناس أن يطمئنوا عليها وأن يعملوا هذه الأعمال.

نحن ننام في الطائرة وفي القطار وفي السفينة، فإذا اضطرب واحد منها استيقظنا وشعرنا بالتعب، وقد نطلب من السائق أن يعمل شيئاً يسكنها لتثبت، ولا يعني تثبيته أنه يقف ولا يتحرك، بل أن ينقطع اضطرابه،


(١) الرد على ابن النغريلة اليهودي (ص: ٦٢) .
(٢) رد مفتريات على الإسلام ص: ٦٦.
(٣) رد مفتريات على الإسلام (ص: ١٣٠)

<<  <   >  >>