سبحانه كرم الانسان وفضله على كثير من خلقه تفضيلا، وسخر له ما في السموات وما في الأرض من عوالم ملكه وملكوته، ليتخذ من ظواهر الطبيعة وعواملها معارج لرقيه وتقدمه.
والصلاة والسلام على نبينا «محمد» الذي جدد الله به رسالة السماء، وجعله خاتم الأنبياء فلا نبى بعده، ولا كتاب ينزل من السماء بعد الكتاب المنزل عليه.
وبعد: فمنذ ان منّ الله تعالى عليّ بحفاظ كتابه، وتعلم رسمه، وضبطه، ولغته، وما صح من قراءاته، وأنا أبذل قصارى جهدى في الاقتباس من معين «القرآن» الذي لا ينضب عطاؤه، ولا تنتهي فنونه وعلومه.
ولقد كان من نعم الله عليّ التي لا تحصى ان وفقنى لتصنيف الكثير في الكتب المتصلة بعلوم القرآن، وأحكامه، ولغته.
وكنت كلما صنفت كتابا تاقت نفسي، وانشرح صدري الى التفكير في وضع مصنف جديد خدمة لعلوم القرآن الكريم.
ومع ان المكتبة الاسلامية، والعربية حافلة بالمصنفات: المطولة، وغير المطولة، فإنني لم أقف، ولم أسمع ان أحدا صنف كتابا في «اشباه ونظائر تخريج قراءات القرآن».
ونظرا لتعلقى الشديد، وحبي العظيم لكل دراسة متّصلة بالقرآن الكريم، فقد استخرت الله في وضع مصنف أضمنه «الأشباه والنظائر في القراءات» ولما تحقق حسن نيتي، وصدق عزيمتي شرح الله صدري ووفقني لوضع كتابي هذا:«القراءات وأثرها في علوم العربية».