للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه في الحرف المظهر (١).

والادغام:

لغة ادخال الشيء، يقال: ادغمت اللجام في فم الدابة اي ادخلته فيه، واصطلاحا: النطق بالحرفين حرفا واحدا كالثاني مشددا (٢).

فان قيل: أيهما الأصل: الاظهار، أو الادغام؟

اقول: لعل الاظهار هو الاصل، حيث لا يحتاج الى سبب في وجوده.

فان قيل: يفهم من كلامك ان الادغام له سبب فما هو؟

اقول: اسباب الادغام ثلاثة: التماثل، او التقارب، او التجانس، وحينئذ اجد سؤالا يفرض نفسه وهو: ما حقيقة كل نوع من هذه الاسباب؟

اقول: التماثل: هو ان يتفق الحرفان في المخرج والصفات معا مثل الباءين في نحو قوله تعالى: اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ (٣).

[والتقارب:]

هو ان يتقارب الحرفان في المخرج، والصفات، مثل:

اللام، والراء، في نحو قوله تعالى: وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ (٤) وذلك لان مخرج كل من اللام، والراء قريب من مخرج الحرف الآخر، فاللام تخرج من ادنى حافتي اللسان بعد مخرج الضاد الى منتهى طرفه مع ما يليه من اصول الثنايا العليا.

والراء تخرج من طرف اللسان مما يلي ظهره مع ما فوقه من الحنك الاعلى (٥). وهما ايضا متقاربان في الصفات وذلك لاشتراكهما في الصفات الآتية:

الجهر، والتوسط، والاستفال، والانفتاح، والاذلاق، والانحراف (٦)


(١) انظر: الرائد في تجويد القرآن ص ٥.
(٢) انظر: الرائد في تجويد القرآن ص ٧.
(٣) سورة البقرة الآية ٦٠.
(٤) سورة الاسراء الآية ٨٠.
(٥) انظر: الرائد في التجويد ص ٣٨.
(٦) انظر: الرائد في التجويد ص ٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>