فالالتفات عند الجمهور حينئذ أخص منه عند «السكاكي».
فكل التفات عند الجمهور التفات عند «السكاكي» ولا عكس.
وشرط الالتفات أمران:
الأول: أن يكون الضمير في المنتقل اليه عائدا في نفس الأمر الى المنتقل عنه، والا يلزم عليه أن يكون في نحو:
«أنت صديقي» التفات.
الثاني: أن يكون في جملتين، صرح به صاحب الكشاف، وغيره، والا يلزم عليه أن يكون نوعا غريبا.
[وللالتفات فوائد]
منها: تطرية الكلام، وصيانة السمع عن الضجر، والملال، لما جبلت عليه النفوس من حب التنقلات، والسآمة من الاستمرار على منوال واحد، وهذه فائدته العامة. ويختص كل موضع بنكت ولطائف باختلاف محله.
والالتفات بما تعارف عليه البلغاء موجود في «القرآن الكريم» والحديث النبوي الشريف، والأدب العربي: شعره، ونثره.
والالتفات عند البلاغيين ستة أقسام:
الأول: الالتفات من الغيبة الى الخطاب، مثل قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الى قوله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (١).
فالتفت من الغيبة الى الخطاب، والنكتة فيه:
أن العبد اذا ذكر الله تعالى وحده، ثم ذكر صفاته التي تبعث كل صفة منها على شدة الاقبال، وآخرها: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ المفيد أنه مالك الأمر