للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تمهيد]

سأتحدث في هذا التمهيد عن بعض النقاط الهامة التي لها صلة وثيقة بموضوع البحث مثل:

الالتفات عند علماء المعاني- شروط الالتفات- صور الالتفات- فائدة الالتفات:

جاء في «لسان العرب»:

يقال: لفت وجهه عن القوم صرفه، ويقال: التفت التفاتا، والتفت:

أكثر منه.

ويقال: لفت فلانا عن رأيه: «صرفته عنه، ومنه الالتفات» أهـ (١).

والالتفات بالمعنى الاصطلاحي في عرف علماء المعاني:

هو نقل الكلام من أسلوب الى آخر، أعني من التكلم، أو الخطاب، أو الغيبة، الى واحد من هذه الصيغ، بعد التعبير بالأول، هذا هو المشهور.

وقال «السكاكي» ت ٦٢٦ هـ.

هو التعبير عن المعنى بطريق مخالف لمقتضى الظاهر من الطرق الثلاثة المتقدمة، سواء سبقه تعبير آخر بطريق أخرى من هذا الطرق، أو لا، كما في قول الشاعر:

«الهي عبدك العاصي أتاكا» فهذا التفات عند «السكاكي» لأنه تعبير عن المعنى بما يخالف مقتضى الظاهر، اذ مقتضاه أن يعبر بضمير التكلم لأن المقام له فيقال: «أنا العاصي» فالتعبير بالاسم الظاهر هنا- مخالف لما يقتضيه ظاهرا المقام- ولا يعتبر التفاتا عند الجمهور لعدم وجود تعبير سابق عليه كما هو الشرط عندهم.


(١) انظر: لسان العرب مادة «لفت» ح ٢ ص ٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>