للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل التاسع من الباب الرابع بين اسم الفاعل واسم المفعول]

لقد تتبعت قراءات القرآن واقتبست منها الكلمات التي قرئت مرة على أنها «اسم فاعل» وأخرى على أنها «اسم مفعول».

وذلك في أسلوب واحد، وهي تتمثل في قراءات الكلمات الآتية:

«موليها» من قوله تعالى: وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها (١).

قرأ «ابن عامر» «مولاها» بفتح اللام، وألف بعدها، اسم مفعول.

وقرأ الباقون «موليها» بكسر اللام، وياء ساكنة بعدها، اسم فاعل (٢).

قال «الزبيدى» ت ١٢٠٥ هـ:

«التولية» قد تكون اقبالا، وتكون انصرافا: فمن الاول قوله تعالى: فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ (٣).

أي وجه وجهك نحو المسجد الحرام في الصلاة، وتلقاه، وكذلك قوله تعالى: وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها.

قال «الفراء» ت ٢٠٧ هـ: «هو مستقبلها» أهـ والتولية في هذا الموضع استقبال، وقد قرئ «هو مولاها» أي الله تعالى يولي أهل كل ملة القبلة التي يريد.

ومن الانصراف: قوله تعالى: ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها (٤).

أي ما عدلهم، وصرفهم. أهـ (٥).


(١) سورة البقرة الآية ١٤٨
(٢) قال ابن الجزرى: وفي موليها مولاها كنا انظر: النشر في القراءات العشر ج ٢ ص ٤٢١.
(٣) سورة البقرة الآية ١٤٤
(٤) سورة البقرة الآية ١٤٢
(٥) انظر: تاج العروس مادة «ولى» ج ١٠ ص ٤٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>