للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الحادي عشر من الباب الرابع الميزان الصرفي]

لقد تتبعت قراءات «القرآن» واقتبست منها الكلمات التي قرئت بوجهين أو أكثر، وكان مرد ذلك أن الخلاف ليس له تخريج الا الاختلاف في «ميزان الكلمة».

وقبل الدخول في الحديث عن توجيه وتخريج هذه الكلمات أجد من تمام المنفعة أن ألقي الضوء على «الميزان الصرفي» فأقول:

لما كان أكثر كلمات اللغة العربية «ثلاثيا» أعتبر علماء الصرف أن أصول الكلمات ثلاثة أحرف، وقابلوها عند الوزن «بالفاء- والعين- واللام»: «ف ع ل» فيقولون في وزن «قمر»: «ف ع ل» بفتح العين، وفي «حمل»: «ف ع ل» بكسر الفاء، وسكون العين، وفي «كرم»: «ف ع ل» بفتح الفاء وضم العين، وهكذا، ويسمون الاول: فاء الكلمة، والثاني عين الكلمة، والثالث لام الكلمة.

فاذا زادت الكلمة عن ثلاثة أحرف، فان كانت زيادتها ناشئة من اصل

وضع الكلمة على أربعة أحرف، أو خمسة، زيد في الميزان «لام» أو «لامان» على حروف «ف ع ل»:

فنقول وزن «دحرج» مثلا: «ف ع ل ل» وفي وزن «جحمر» (١): «ف ع ل ل ل».

واذا كانت زيادتها ناشئة من تكرير حرف من أصول الكلمة كررت ما يقابله وفي وزن «استخراج» «استفعل» وفي وزن «مجتهد» مفتعل، وهكذا العين.


(١) الجحمر: من النساء: الثقيلة السمجة، والعجوز الكبير، ومن الابل الكبيرة المسنة،:، والجمع: «جحامر»:
انظر المعجم الوسيط ح ١ ص ١٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>