كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية

الباب الرابع الجامد والمشتق - الفصل العاشر من الباب الرابع بين صيغ مختلفة - ج: 1 - ص: 573

أنه اسم لما يختم الكأس، بدلالة قوله تعالى: مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ رقم/ ٢٥ فأخبر الله أنه مختوم، ثم بين هيئة الخاتم فقال: «خاتمة مسك أي آخره مسك.

وقرأ الباقون «ختامه» بكسر الخاء، وفتح التاء، وألف بعدها، و «ختام» هو «الطين» الذي يختم به الشيء، فجعل بدله «المسك» أي أنه ذكى الرائحة في آخره، واذا كان آخره في طيبه، وذكاء رائحته بمنزله المسك، فأوله أذكى وأطيب رائحة، لأن الأول من الشراب أصفى، وألذ. وهو مصدر «ختم ختاما» (١).

«عمد» من قوله تعالى: فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (٢).

قرأ «شعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «عمد» بضم العين، والميم، جمع «عمود» مثل: «رسل، رسول».

وقرأ الباقون «عمد» بفتح العين، والميم، على أنه اسم جمع (٣).

تنبيه: «عمد» من قوله تعالى: اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها (٤).

ومن قوله تعالى: خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها (٥).

اتفق القراء العشرة على قراءتهما بفتح العين والميم.

لأن القراءة سنة متبعة، ومبنية على التوقيف.

---

(١) قال ابن الجزرى: ختامه خاتمة توق سوى.
انظر النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ٣٦١.
والمهذب في القراءات العشر ح ٣ ص ٣٦١ والكشف عن وجوه القراءات ح ٢ ص ٣٦٦.
(٢) سورة الهمزة الآية ٦
(٣) قال ابن الجزرى: وعمد صحبه ضميه.
انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ٣٧١ والمهذب في القراءات العشر ح ٣ ص ٣٤٢.
والكشف عن وجوه القراءات ح ٢ ص ٣٨٩.
(٤) سورة الرعد الآية ٢
(٥) سورة لقمان الآية ١٠