للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«بضنين» من قوله تعالى: وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (١).

قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ورويس» «بظنين» بالظاء المعجمة، على وزن «فعيل» بمعنى «مفعول» من ظننت فلانا أي «أبهمته» أي:

ليس «محمد» صلى الله عليه وسلم بمتهم في أن يأتي من عند نفسه بزيادة فيما أوحى اليه، أو ينقص منه شيئا، ودل على ذلك أنه لم يتعد الا الى مفعول واحد، قام مقام الفاعل، وهو مضمر فيه، و «ظننت» اذا كانت بمعنى «اتهمت» لم تتعد الا الى مفعول واحد.

وقرأ الباقون «بضنين» بالضاد المعجمة، اسم فاعل من «ضن» بمعنى «بخل»

أي ليس «محمد» صلى الله عليه وسلم ببخيل في بيان ما أوحى اليه وكتمانه، بل بثه ويبينه للناس (٢).

تنبيه: جاء في «اتحاف فضلاء البشر» «بضنين» بالضاد في الكل.

قال «أبو عبيد»: نختار قراءة الظاء، لانهم لم يبخلوه بل كذبوه، ولا مخالفة في الرسم، اذ لا مخالفة بينهما الا في تطويل رأس الظاء، على الضاد» أهـ.

وقال «الجعبري»: وجه بضنين أنه رسم برأس معوجة وهو غير طرف فاحتمل القراءتين، وفي مصحف «ابن مسعود بالظاء» أهـ (٣).

«ختامه» من قوله تعالى: خِتامُهُ مِسْكٌ (٤).

قرأ «الكسائي» «خاتمة» بفتح الخاء وألف بعدها، وفتح التاء، على


(١) سورة التكوير الآية ٢٤
(٢) قال ابن الجزرى: بضنين الغار غد حبر غنا.
انظر: النشر في القراءات العشر ح ٢ ص ٣٦٠.
والمهذب في القراءات العشر ح ٢ ص ٣٢٥.
والكشف عن وجوه القراءات ح ٢ ص ٣٦٤.
(٣) انظر: اتحاف فضلاء البشر ص ٤٣٤
(٤) سورة المطففين الآية ٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>