للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الثاني من الباب الرابع بين الماضي والامر]

لقد تتبعت قراءات القرآن واقتبست منها الكلمات التي قرئت مرة على انها فعل ماض، واخرى على انها فعل امر، وذلك في اسلوب واحد، وهي تتمثل في قراءات الكلمات الآتية:

«واتخذوا» من قوله تعالى: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى (١) قرأ «نافع، وابن عامر» «واتخذوا» بفتح الخاء، على انه فعل ماض، اريد به الاخبار، وهو معطوف على قوله تعالى: وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً مع اضمار إِذْ.

والمعنى: واتخذ الناس من المكان الذي وقف عليه سيدنا «إبراهيم» عليه السلام عند بناء الكعبة «مصلى» اي يصلون عنده بعد الطواف بالبيت، وهذا المكان لم يزل موجودا حتى الآن، وفيه اثر قدم سيدنا «إبراهيم» وهو

«الحجر» وهذه تعتبر معجزة لسيدنا «إبراهيم» حيث غاصت قدمه في «الحجر» على غير عادة.

وقرأ الباقون «واتخذوا» بكسر الخاء، على انه فعل امر، والمأمور بذلك قيل: «سيدنا إبراهيم» وذريته.

وقيل: نبينا «محمد» عليه الصلاة والسلام، وامته.

والامر بالصلاة عند مقام سيدنا «إبراهيم» للندب، وليس للوجوب، بحيث من ترك الصلاة عنده لا يفسد حجه (٢).


(١) سورة البقرة الآية ١٢٥
(٢) قال ابن الجزري: واتخذوا بالفتح كما أصل انظر: النشر في القراءات العشر ج ٢ ص ٤١٨.
والمستنير في تخريج القراءات ج ١ ص ٣٦.
وتفسير الطبري ج ١ ص ٣٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>