للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله عليه وسلم ما قد غشيني، ضرب في صدري ففضت عرقا، وكأنما أنظر الى الله عز وجل فرقا (١) فقال (٢):

«يا أبيّ ان ربي ارسل إليّ ان اقرأ «القرآن» على حرف، فرددت اليه ان هون على امتي، فرد الى الثانية: أقرأه على سبعة أحرف، ولك بكل ردة

رددتكها مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم أغفر لأمتي، اللهم أغفر لأمتي وأخرت الثالثة ليوم يرغب الى الخلق كلهم حتى «إبراهيم» صلّى الله عليه وسلم أهـ (٣).

وفي رواية:

عن «أبي بن كعب» ايضا قال: «فدخلت المسجد فصليت، فقرأت سورة «النحل» (٤) ثم جاء رجل آخر فقرأها على غير قراءتي، ثم دخل رجل آخر فقرأ خلاف قراءتنا، فدخل في نفسي من الشك والتكذيب اشد مما كان في الجاهلية، فأخذت بأيديهما فأتيت بهما النبي صلّى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله استقرئ هذين، فقرأ احدهما فقال (٥): «أصبت» ثم استقرأ الآخر فقال:

«أحسنت» فدخل قلبي اشد مما كان في الجاهلية من الشك والتكذيب، فضرب رسول الله صلّى الله عليه وسلم صدري وقال: «اعاذك الله من الشك وخسأ عنك الشيطان» ففضت عرقا، فقال: أتاني «جبريل» فقال:

اقرأ «القرآن» على حرف واحد فقلت: «ان امتي لا تستطيع ذلك، حتى قال: سبع مرات، فقال لي: اقرأ على سبعة احرف» أهـ (٦).


(١) فرقا: بفتح الراء، أي خوفا.
(٢) أي النبي صلّى الله عليه وسلم.
(٣) رواه أحمد في مسنده ج ٥ ص ١٢٧، ومسلم ج ٣ ص ٢٠٣.
(٤) وسورة النحل من السور المكية وعدد آياتها ١٢٨ نزلت بعد الكهف.
(٥) أي النبي عليه الصلاة والسلام.
(٦) رواه الطبري ت ٣١٠ هـ في تفسيره ج ١ ص ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>