كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية

ظاهرة تخفيف الهمز - توجيه الاشمام وعدمه في لفظ «قيل» واخواتها - ج: 1 - ص: 217

والاسكان والضم، لغتان في كل اسم على ثلاثة احرف اوله مضموم:

والاسكان هو الاصل، وهو لغة «تميم- وأسد».

والضم لمجانسة ضم الحرف الاول، وهو لغة «الحجازيين».

قال «الراغب»: «سحقه اي جعله باليا، قال تعالى: فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ (١).

وقال «العكبري»: «فسحقا» اي فالزمهم سحقا، او فاسحقهم سحقا» اهـ (٢).

وقال «مكي بن ابي طالب»: «فسحقا» نصب على اضمار فعل، اي الزمهم الله سحقا، قيل: هو مصدر جعل بدلا من اللفظ بالفعل» اهـ (٣).

«سأل» من قوله تعالى: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (٤).

قرأ «نافع، وابن عامر، وابو جعفر» سال «بابدال الهمزة الفا، فتصير مثل «فال» وهي لغة «قريش».

وهي من «السؤال» ابدلت همزته على غير قياس عند «سيبويه» لان القياس تسهيل الهمزة بينها وبين الالف، وهو المعروف بالتسهيل بين بين.

ومن الابدال على هذا النحو قول «حسان بن ثابت» رضي الله عنه:

سالت هذيل رسول الله فاحشة ... ضلت هذيل بما جاءت ولم تصب وقرأ الباقون «سأل» بالهمزة، وهي اللغة الفاشية، وهي من «السؤال» ايضا ويوقف عليها «لحمزة» بالتسهيل بين بين (٥).

---

(١) انظر: المفردات في غريب القرآن ص ٢٢٦.
(٢) انظر: املاء ما من به الرحمن ح ٢ ص ٢٦٥.
(٣) مشكل اعراب القرآن ح ٢ ص ٣٩٢.
(٤) سورة المعارج الآية ١.
(٥) قال ابن الجزري: سال أبدل في سأل عم انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ٣٤١.
والمهذب في القراءات العشر ح ٢ ص ٣٠٢.
والكشف عن وجوه القراءات ج ٢ ص ٣٣٤.