كتاب القراءات وأثرها في علوم العربية

ظاهرة تخفيف الهمز - توجيه الاشمام وعدمه في لفظ «قيل» واخواتها - ج: 1 - ص: 223

وقرأ الباقون، بفتح الهاء، وهما لغتان مثل: «النهر، والنهر» (١) «تنبيه»: «لهب» من قوله تعالى: سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ (٢) «اللهب» من قوله تعالى: لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (٣) اتفق القراء العشرة على فتح الهاء فيهما.

«كفوا» من قوله تعالى: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (٤) قرأ «حفص» بابدال الهمزة واوا في الحالين، مع ضم الفاء.

وقرأ «حمزة» «كفؤا» بالهمزة وصلا مع إسكان الفاء، وله وقفا وجهان:

الاول: نقل حركة الهمزة الى الفاء، وحذف الهمزة.

والثاني: ابدال الهمزة واوا على الرسم، مع اسكان الفاء.

وقرأ «يعقوب. وخلف العاشر» «هزؤا» بالهمزة مع اسكان الفاء في الحالين.

وقرأ الباقون «هزءا» بالهمزة مع ضم الفاء في الحالتين (٥).

وجه الهمز انه الاصل، والابدال للتخفيف.

ووجه الضم في الفاء انه جاء على الاصل، ووجه الاسكان للتخفيف وكلها لغات.

---

(١) قال ابن الجزري: وها أبي لهب سكن دينا انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ٣٧٢.
والكشف عن وجوه القراءات ح ٢ ص ٣٩٠.
والمهذب في القراءات العشر ح ٢ ص ٣٤٣.
(٢) سورة المسد الآية ٣.
(٣) سورة المرسلات الآية ٣١.
(٤) سورة الاخلاص الآية ٤.
(٥) قال ابن الجزري، وأبدلا عد هزؤا مع كفؤا هزؤا سكن ضم فتى كفؤا فتى ظن.
انظر: النشر في القراءات العشر ح ٢ ص ٤٠٦.
والمهذب في القراءات العشر ح ٢ ص ٣٤٤.
واتحاف فضلاء البشر ص ١٣٨.