للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجامد والمشتق اذا تتبعنا الاسماء، والافعال العربية في كلام العرب: شعرهم، ونثرهم، ورجزهم، وجدناها نوعين لا ثالث لهما: جامدة ومشتقة:

فالجامد: هو ما لم يؤخذ من غيره ليدل على ذات وحدث بينهما ارتباط.

وذلك بان يدل على ذات فقط مثل: رجل- وحجر- وفرس.

او معنى فقط مثل: علم- وضرب- وشجاعة.

والمشتق (١) في اصطلاح الصرفيين: هو ما اخذ من غيره ليدل على ذات وحدث، له ارتباط بتلك الذات.

ونعني بالارتباط ان يكون بينهما اتصال ما، سواء اكان على جهة الوقوع منها، او عليها، او فيها، او بواسطتها.


(١) وللنحويين، واللغويين اصطلاح آخر في تحديد معنى المشتق:
فالمشتق عند النحويين: ما اخذ من المصدر ليدل على حدث، وصاحبه، وعلى ذلك فالمشتق عند النحويين سبعة اشياء الماضي- والمضارع- والامر- واسم الفاعل- واسم المفعول- والصفة المشبهة- واسم التفضيل.
اما اسماء الزمان- والمكان- والآلة- فهي من الجوامد.
اما المشتق عند اللغويين: فهو كل ما اخذ من غيره، سواء دل على ذات وحدث معا، او لا، فيشمل اسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة، واسم التفضيل، واسماء الزمان والمكان، والآلة، كما يشمل نحو: «غراب- وجرادة» وهي اسماء اعيان، لانها مأخوذة من الاغتراب، والجرد.
فالاشتقاق عند اللغويين اعم منه عند الصرفيين، والنحويين، وعند الصرفيين اعم منه عند النحويين.
والاشتقاق بمعناه اللغوي كان مصدر الثراء اللغة العربية، ومعينا لا ينضب، مما جعل اللغة العربية تفي بحاجات العصور، وصار كل شاعر واديب يجد فيها ضالته.

<<  <  ج: ص:  >  >>