للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المأخوذ به الانسان، يقال «خطئ، يخطأ، خطأ» قال تعالى: إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً (١).

والثاني: ان يريد ما يحسن فعله، ولكن يقع منه خلاف ما يريد، فيقال:

«اخطاء، فهو مخطئ» وهذا قد أصاب في الارادة، واخطأ في الفعل، وهذا المعنى

بقوله عليه الصلاة والسلام: «رفع عن امتي الخطأ والنسيان»

وبقوله تعالى: وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ الخ (٢).

والثالث: ان يريد ما لا يحسن فعله، ويتفق منه خلافه، فهذا مخطئ في الارادة، ومصيب في الفعل، فهو مذموم بقصده، وغير محمود على فعله، وهذا المعنى هو المعنى بقول بعضهم:

«وقد يحسن الانسان من حيث لا يدري» وجملة الامر ان من اراد شيئا فاتفق منه غيره، يقال اخطأ.

وان وقع منه كما اراد يقال: اصاب.

وقد يقال لمن فعل فعلا لا يحسن، او اراد إرادة لا تجمل: انه اخطأ

ولهذا يقال: اصاب الخطأ، واخطأ الصواب، واصاب الصواب، واخطأ الخطأ.

والخطيئة، والسيئة، يتقاربان، لكن الخطيئة اكثر ما تقال فيما لا يكون مقصودا اليه في نفسه، بل يكون القصد سببا لتولد ذلك الفعل منه، كمن يرمي «صيدا» فاصاب انسانا. اهـ (٣) وجاء في «تاج العروس» في مادة «خطئ»: «الخطأ» بتحريك الطاء: ما لم يتعمد منه.


(١) سورة الاسراء الآية ٣١.
(٢) سورة النساء الآية ٩٢.
(٣) انظر: المفردات في غريب القرآن ص ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>