للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«المجالس» من قوله تعالى: إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ (١) قرأ «عاصم» «المجالس» بفتح الجيم، والف بعدها، على الجمع، وذلك لكثرة المجالس التي يجتمع فيها المسلمون.

وقرأ الباقون «المجلس» باسكان الجيم، وحذف الالف، على الافراد، لان المراد به مجلس النبي صلى الله عليه وسلم، فوحد على المعنى (٢).

وقال «القرطبي»: الصحيح في الآية انها عامة في كل مجلس اجتمع فيه المسلمون للخير، والاجر، سواء كان مجلس حرب، او ذكر، او يوم جمعة، ان كل واحد احق بمكانه الذي سبق اليه، ولكن يوسع لاخيه، ما لم يتأذ بذلك فيخرجه الضيق عن موضعه.

ويؤيد هذا

حديث «ابن عمر» رضي الله عنهما، الذي اخرجه البخاري، ومسلم، ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يقم الرجل للرجل من مجلسه ثم يجلس فيه، ولكن تفسحوا وتوسعوا»

اهـ «جدر» من قوله تعالى: لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ (٣) قرأ «ابن كثير، وابو عمرو» «جدار» بكسر الجيم، وفتح الدال، والف بعدها، على الافراد، على معنى ان كل فرقة منهم وراء «جدار».

وقيل: ان «الجدار» ويراد به «السور» الواحد يعم جميعهم، ويسترهم.

ويجوز ان يكون المراد الجمع، لان المعنى يدل عليه.

وقرأ الباقون «جدر» على وزن «فعل» بضم الجيم والدال، وحذف


(١) سورة المجادلة الآية ١١
(٢) قال ابن الجزري: والمجالس امددا نل انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ٣٣٠.
والمهذب في القراءات العشر ج ٢ ص ٢٧٩.
والكشف عن وجوه القراءات ج ٢ ص ٣١٤.
(٣) سورة الحشر الآية ١٤

<<  <  ج: ص:  >  >>