للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقديره «هي» يعود على «رحمة» المتقدم في قوله تعالى:

وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ (١).

ومعنى «عميت»: اخفيت، كما يقال: عميت عليه الامر حتى لا يبصره وقرأ الباقون «فعميت» بفتح العين، وتخفيف الميم، على البناء للفاعل والفاعل ضمير مستتر تقديره «هي» يعود على «رحمة» (٢).

تنبيه: «فعميت» من قوله تعالى: فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ (٣).

اتفق القراء العشرة على قراءته بفتح العين، وتخفيف الميم على البناء

للفاعل، لانها في امر الآخرة، ففرقوا بينها وبين امر الدنيا، فان الشبهات تزول في الآخرة، والمعنى: ضلت عنهم حجتهم، وخفيت محجتهم.

«سعدوا» من قوله تعالى: وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها (٤).

قرأ «حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «سعدوا» بضم السين، على البناء للمفعول، والواو نائب فاعل، و «سعد» فعل لازم فلا يتعدى، تقول: «سعد زيد»، واذا لم يتعد الى مفعول لم يرد الى ما لم يسم فاعله اذ لا مفعول في الكلام يقوم مقام الفاعل.

ولذلك قيل: انه حمل على لغة حكيت عن العرب خارجة عن القياس حكى: «سعده الله» بمعنى: «اسعده الله» وذلك قليل، وقولهم «مسعود» يدل على «سعده الله».


(١) رقم الآية ٢٨
(٢) قال ابن الجزري: عميت اضمم شد صحب انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ١١٣.
والكشف عن وجوه القراءات ج ١ ص ٥٢٧.
والمهذب في القراءات العشر ج ١ ص ٣١٥.
وحجة القراءات ص ٣٣٨.
(٣) سورة القصص الآية ٦٦.
(٤) سورة هود الآية ١٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>