للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«الله عز وجل» كما قال تعالى في آية اخرى: وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (١).

ومعنى املاء الله لهم: انه تعالى لم يعالجهم بالعقوبة.

وحينئذ يحسن الوقف على «سول لهم» ويبتدأ بقوله تعالى:

وَأُمْلِي لَهُمْ ليفرق بين الفعل المنسوب الى الشيطان، وفعل الله عز وجل.

ويجوز ان يكون نائب الفاعل ضميرا تقديره «هو» يعود على الشيطان، ومعنى املاء الشيطان لهم: وسوس لهم فبعدت آمالهم حتى ماتوا على كفرهم، وحينئذ لا يجوز الوقف على «سول لهم» بل يجب وصل الكلام بعضه ببعض وقرأ «يعقوب» «واملي» مثل قراءة «ابي عمرو» الا انه سكن الياء، على البناء للفاعل، وعلى هذه القراءة يتعين ان يكون الفاعل ضميرا مستترا تقديره «انا» والمراد به الله سبحانه وتعالى.

وقرأ الباقون «واملي» بفتح الهمزة، واللام، على انه فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر يعود على الشيطان (٢).

«اخذ ميثاقكم» من قوله تعالى: وَقَدْ أَخَذَ مِيثاقَكُمْ (٣).

قرأ «ابو عمرو» «أخذ» بضم الهمزة، وكسر الخاء، على البناء للمفعول، و «ميثاقكم» بالرفع، نائب فاعل.

وقرأ الباقون «اخذ» بفتح الهمزة، والخاء، على البناء للفاعل، و «ميثاقكم» بالنصب، مفعولا به، وفاعل «اخذ» ضمير مستتر تقديره


(١) سورة الاعراف الآية ١٨٣
(٢) قال ابن الجزري: أملى اضمم واكسر حما وحرك الياء حلا انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ٣٠٧.
والمهذب في القراءات العشر ج ٢ ص ٢٣٩ والكشف عن وجوه القراءات ج ٢ ص ٢٧٧.
(٣) سورة الحديد الآية ٨

<<  <  ج: ص:  >  >>