للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرأ «يعقوب» «يقدر» بياء تحتية مضمومة، ودال مفتوحة على أن الفعل مضارع مبني للمجهول والجار والمجرور: «عليه» نائب فاعل.

وقرأ الباقون «نقدر» بنون مفتوحة، ودال مكسورة، ودال مكسورة، على ان الفعل مبني للمعلوم مسند الى ضمير العظمة، مناسبة لقوله تعالى قبل: وَأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا. (١)

المعنى: تضمنت هذه الآية والتي بعدها الإشارة الى قصة نبي الله «يونس ابن متى» صاحب الحوت.

وذلك ان الله أرسله الى قوم «بنينوى» من بلاد الموصل بالعراق فلم يستجيبوا لدعوته، وناصبوه العداء، فلما أعيته الحيل معهم، وأصروا على تكذيبه فارقهم غاضبا لكثرة ما قاسى منهم، وظل سائرا حتى أتى الى ساحل البحر الابيض المتوسط، فركب سفينة اكتظت بركابها، وناءت بهم وكادت تهوي بهم الى قرار اليم، وأحس ركابها بما يتهددهم من الاخطار، فرأوا أن يخففوا عنها بالقاء بعض الركاب في البحر رغبة في نجاة سائرهم، فاقترعوا فكان نبي الله «يونس» ممن أصابهم القرعة، فألقوه في البحر فالتقمه «حوت» كبير، ومكث في جوفه بعض الوقت، وأوحى الله اليه أنه لن يحلقه أي أذى، وانما سيكون جوف «الحوت» سجنا له وعقابا على ترك قومه، وحينئذ أحس نبي الله «يونس» بخطئه فدعا ربه وهو مستقر في جوف «الحوت» وقد اجتمعت عليه ظلمة جوف «الحوت» وظلمة «البحر» قائلا: لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ.

فاستجاب الله له ونجاه من كربته، وذلك بأن أمر «الحوت» فقذفه من جوفه على «الساحل» وكذلك ينجي الله المؤمنين من كربتهم اذا استغاثوا به.


(١) قال ابن الجزري:
يقدر ياء واضممن وافتح ظبى انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ١٩٣ والمهذب في القراءات العشر ج ٢ ص ٤٠.
رقم الآية ٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>