للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يطلق النسخ في اللغة على عدة معان منها:

١ - «النقل» قال «الزمخشري» ت ٥٣٨ هـ: (١).

«يقال: نسخت كتابي من كتاب فلان: اذا نقلته منه» (٢).

٢ - «الازالة» «تقول العرب نسخت الشمس الظل، وانتسخته، ازالته، والمعنى أذهبت الظل، وحلت محله» (٣).

وفي اصطلاح علماء الاصول يطلق النسخ على عدة معان أيضا أحدها:

١ - قال «أبو اسحاق الأسفراييني»:

«هو بيان انتهاء حكم شرعي بطريق شرعي متراخ عنه» (٤).

شرح التعريف: قوله: «بيان» المراد به بيان الشارع «والبيان»: جنس في التعريف يشمل كل بيان، سواء كان بيان انتهاء: أو بيان ابتداء.

وقوله: «انتهاء حكم» أي انهاء تعلقه بأفعال المكلفين، وهو قيد في التعريف لاخراج «التخصيص» لانه بيان، وذلك لعدم تعليق الحكم بالمخرج ابتداء.

وقوله «شرعي» قيد ثان لاخراج انتهاء الحكم العقلي، أي البراءة الاصلية بابتداء شرع الاحكام: لانه لا يسمى نسخا.

وقوله: «بطريق شرعي» قيد لبيان أن النسخ لا يكون الا بدليل شرعي.

وقوله: «متراخ عنه» قيد أيضا لبيان أن الناسخ لا بد أن يكون متأخرا في الورود عن المنسوخ» أهـ (٥).


(١) هو محمود بن عمر الخوارزمي، الزمخشري «أبو القاسم، جار الله» مفسر، محدث، متكلم، نحوي، لغوي: بياني، أديب، مشارك في عدة علوم، ولد بزمخشر من قرى «خوارزم» وقدم بغداد، ورحل الى «مكة» فجاور بها فسمى جار الله. وله عدة مصنفات توفي ٥٣٨ هـ:
انظر ترجمته في معجم المؤلفين ج ١٢ ص ١٨٦.
(٢) انظر: أساس البلاغة ج ٢ ص ٤٣٨.
(٣) انظر: تاج العروس ج ٢ ص ٢٨٢.
(٤) انظر: مختصر صفوة البيان ج ٢ ص ٤٣.
(٥) انظر: في رحاب القرآن ج ٢ ص ٢٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>