للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ الباقون «حرجا» بفتح الراء، على أنه مصدر وصف به (١).

وقيل: الفتح على أنه جمع «حرجة» بفتح الحاء، وسكون الراء، وهو ما التف من الشجر، وقد اختلف في فتح الراء وكسرها عند «عمر بن الخطاب» رضي الله عنه، فسأل «ابن الخطاب» رجلا من «كنانة» راعيا، فقال: ما الحرجة عندكم؟

قال: الحرجة الشجرة تكون بين الاشجار، لا تصل اليها راعية، ولا وحشية، ولا شيء، فقال «عمر»: كذلك قلب المنافق لا يصل اليه شيء من الخير أهـ.

وبناء عليه يكون المعنى: أن الله جل ذكره وصف صدر الكافر بشدة الضيق عن وصول الموعظة اليه، ودخول الايمان فيه، فشبه في امتناع وصول المواعظ اليه بالحرجة، وهي الشجرة التي لا يوصل اليها لرعي، ولا لغيره (٢).

قال «الراغب» في مادة «حرج»: أصل الحرج والحراج مجتمع الشيء وتصور منه ضيق ما بينهما، فقيل للضيق حرج، وللاثم حرج أهـ (٣).

جاء في «التاج»: «الحرج» بفتح الراء: المكان الضيق.

وقال «الزجاج»، «إبراهيم بن السري» ت ٣١١ هـ:

«الحرج» بفتح الراء: أضيق الضيق أهـ وقيل: «الحرج» بفتح الراء: الموضع الكثير الشجر، الذي لا تصل اليه الراعية، وبه فسر «ابن عباس» رضي الله عنهما قوله عز وجل:

«يجعل صدره ضيقا حرجا» قال: وكذلك الكافر الذي لا تصل اليه الحكمة.


(١) قال ابن الجزرى: را حرجا بالكسر صن مدا انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ والمهذب في القراءات العشر ج ١ ص ٢٢٤.
(٢) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج ١ ص ٤٥٠.
(٣) انظر: المفردات في غريب القرآن ص ١١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>