للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويبعد في المعنى أن يكون من «الايمان» الذي هو التصديق، لان الله وصفهم بالكفر قبله، فتبعد صفتهم بنفي الايمان عنهم، لانه معنى قد ذكر اذ أضاف الكفر اليهم، فاستعماله بمعنى آخر أولى ليفيد الكلام فائدتين.

وقرأ الباقون «أيمان» بفتح الهمزة، على أنه جمع «يمين» ودليل ذلك قوله تعالى قبل: إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١).

والمعاهدة تكون بالايمان، ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى بعد: أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ (٢).

«عمل غير» من قوله تعالى: إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ (٣).

قرأ «الكسائي، ويعقوب» «عمل» بكسر الميم، وفتح اللام، فعلا ماضيا، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على «ابن نوح» و «غير» بالنصب مفعولا به «لعمل» أو صفة لمصدر محذوف، والتقدير: ان ابنك يعمل عملا غير صالح، وجملة «عمل غير صالح» في محل رفع خبر «ان».

وقرأ الباقون «عمل» بفتح الميم ورفع اللام منونة، خبر «ان» و «غير» بالرفع صفة، على معنى: انه ذو عمل غير صالح، أو جعل ذاته ذات العمل مبالغة في الذم، على حد قولهم: «رجل شر» (٤).


(١) سورة التوبة الآية ٤.
(٢) قال ابن الجزرى: وكسر لا أيمان كم انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ٩٣.
والكشف عن وجوه القراءات ج ١ ص ٥٠٠.
والمهذب في القراءات العشر ج ١ ص ٢٠٣.
وحجة القراءات ص ٣١٥ والآية من سورة التوبة الآية ١٣
(٣) سورة هود الآية ٤٦
(٤) قال ابن الجزرى: عمل كعلما: غيرا نصب الرفع ظهير دسما انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ١١٥.
والكشف عن وجوه القراءات ج ١ ص ٥٣٠.
والمهذب في القراءات العشر ج ١ ص ٣١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>