للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«عرف» من قوله تعالى: عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ (١).

قرأ «الكسائي» «عرف» بتخفيف الراء، على معنى «جازى» النبي صلى الله عليه وسلم على بعض، وعفا عن بعض، تكرما منه عليه الصلاة والسلام.

وجاء في التفسير أن النبي صلى الله عليه وسلم أسر الى بعض أزواجه- وهي حفصة بنت عمر- سرا، فأفشته عليه، لم تكتمه فأطلع الله نبيه على ذلك، فجازاها على بعض فعلها بالطلاق الرجعي، وأعرض عن بعض، فلم يجازها عليه.

ولا يحسن أن يحمل «عرف» مخففا على معنى: «علم بعضه» لأن الله جل ذكره قد أعلمنا أنه أطلع نبيه عليه، واذا أطلعه عليه لم يجز أن يجهل منه شيئا، فلا بد من حمل «عرف» مخففا على معنى «جازى» وذلك مستعمل، تقول لمن يسيء، ولمن يحسن: أنا أعرف لاهل الاحسان، وأعرف لاهل الاساءة، أي لا أقصر في مجازاتهم.

وقرأ الباقون «عرف» بتشديد الراء، فالمفعول الأول محذوف، أي عرف النبي صلى الله عليه وسلم حفصة بعض ما فعلت، وأعرض عن بعض تكرما منه صلى الله عليه وسلم (٢).

«ومن قبله» من قوله تعالى: وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ (٣).

قرأ «أبو عمرو، والكسائي، ويعقوب» «قبله» بكسر القاف، وفتح الباء، أي ومن هو في جهته من أتباعه، لأن أصل «قبل» أن تستعمل لما ولى الشيء.


(١) سورة التحريم الآية ٣
(٢) قال ابن الجزرى: خف عرف رم انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ٣٣٧.
والمهذب في القراءات العشر ح ٢ ص ٢٩٤.
والكشف عن وجوه القراءات ح ٢ ص ٣٢٥
(٣) سورة الحاقة الآية ٩

<<  <  ج: ص:  >  >>