للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخطاب، حيث ان سياق الآية: أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا الخ يقتضي الغيبة، ولكنه التفت الى الخطاب، لتقرير المخاطبين، وتخويفهم من غضب الله تعالى ومقته، لأن بطش الله شديد.

«تفعلون» من قوله تعالى: وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ (١).

قرأ «حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، ورويس» بخلف عنه «تفعلون» بتاء الخطاب (٢).

وذلك الالتفات من الغيبة الى الخطاب حيث ان صدر الآية: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ يقتضي الغيبة ولكنه التفت الى الخطاب ليشعر المخاطبين بأنه عالم بكل ما يفعلونه وهذا يقتضي طاعة الله تعالى، والتزام أوامره واجتناب نواهيه والاخلاص في العمل «ترجعون» من قوله تعالى: وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٣) قرأ «نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم وأبو جعفر، وروح» «ترجعون» بتاء الخطاب (٤) وذلك على الالتفات من الغيبة الى الخطاب حيث ان سياق الآية من قبل في قوله تعالى: فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا (٥) يقتضي الغيبة، ولكنه التفت الى الخطاب ليعلم المخاطبين بأن مردهم الى الله تعالى والخطاب أبلغ في الردع والزجر.


(١) سورة الشورى آية ٢٥.
(٢) انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ٢٩٠.
(٣) سورة الزخرف آية ٨٥.
(٤) انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ١٩٧.
(٥) سورة الزخرف آية ٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>