للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما اذا كان الاسم مذكورا (١) ... كما في الشاهد المتقدم، فانه لا

يجب في الخبر أن يكون جملة بل قد يكون جملة كما في البيت المتقدم، وقد يكون مفردا وقد اجتمع- مع ذكر الاسم- كون الخبر مفردا، وكونه جملة، في قول «جنوب بنت العجلان» ترثي أخاها «عمرو بن العجلان»:

لقد علم الضيف والمرسلون ... اذا أغبر أفق وهبت شمالا

بأنك ربيع وغيث مريع ... وأنك هناك تكون الشمالا

حيث خففت «أن» وذكر اسمها مرتين، وخبرها في المرة الأولى مفرد وذلك قولها «بأنك ربيع» وخبرها في المرة الثانية جملة، وذلك قولها «وأنك تكون الثمالا» (٢).

«أن لعنة» من قوله تعالى: أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (٣).

قرأ «نافع، وأبو عمرو، وعاصم، ويعقوب، وقنبل، في أحد وجهيه»، «أن» باسكان النون مخففة، ورفع «لعنة» على أن «أن» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، «ولعنة» مبتدأ، ولفظ الجلالة مضاف اليه، «وعلى الظالمين» متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة من المبتدأ وخبره خبر «أن» المخففة.

وقرأ الباقون «أن» بتشديد النون، ونصب «لعنة» وهو الوجه الثاني «لقنبل».

ووجه هذه القراءة أن «لعنة» اسم «أن» المشددة، ولفظ الجلالة مضاف اليه «وعلى الظالمين» متعلق بمحذوف في محل رفع خبر «أن» المشددة (٤).


(١) يذكر اسم «أن» المخففة شذوذا
(٢) انظر: شرح ابن عقيل على الألفية ج ١ ص ٣٨٣ فما بعدها.
(٣) الأعراف آية ٤٤.
(٤) قال ابن الجزري:
أن خف نل حما زهر ... خلف اتل لعنة لهم
انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ٧٤. والكشف عن وجوه القراءات ج ١ ص ٤٦٣. والمهذب في القراءات العشر ج ١ ص ٢٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>