للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اتفق القراء العشرة على قراءة «البر» هنا برفع الراء، وذلك لأن قوله تعالى: بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها بتعيين أن يكون خبر «ليس» لدخول الباء عليه، وأن القراءة سنة متبعة، ومن شروط القراءة الصحيحة أن تكون موافقة لقواعد اللغة العربية.

أعلم أن «ليس» كلمة دالة على نفي الحال، وتنفي غيره بالقرينة،

نحو قول «الأعشى»، ميمون بن قيس ت ٧ هـ: (١) في مدح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:

له نافلات ما يغيب نوالها ... وليس عطاء الله مانعه غدا

وهي فعل جامد لا يتصرف، ووزنه «فعل» بفتح الفاء، وكسر العين، ثم التزم تخفيفه بتسكين العين.

وزعم «ابن السراج، أبو بكر بن محمد بن السري» ت ٣١٦ هـ أن «ليس» حرف بمكانة «ما» وتابعه «الفارسي» أبو علي في «الحلبيات» (٢)، «وابن شقير» أبو بكر بن أحمد بن الحسن ت ٣١٧ هـ وجماعة.

والصواب القول الأول، بدليل أنها تلحقها الضمائر، مثل «لست، ولستما، ولستن» (٣).


(١) هو: ميمون بن قيس بن جندل بن شراحبيل، المعروف «بأعشى قيس» «أبو بصير» من شعراء الجاهلية، وأحد أصحاب المعلقات، ولد في قرية «منفوخة» باليمامة قرب مدينة «الرياض» ووفد على كثير من الملوك ولا سيما ملوك فارس، وعاش عمرا طويلا، وأدرك الاسلام ولم يسلم، وكف بصره في آخر عمره، له ديوان شعر، توفي في بلدته «منفوخة» عام ٧ هـ انظر ترجمته في معجم المؤلفين ح ١٣ ص ٦٥.
(٢) «الحلبيات» مسائل نحوية سئل عنها في حلب فدونها وذكر أجوبتها
(٣) انظر: مغني اللبيب ص ٣٨٦ - ٣٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>