الحمد لله رب العالين. والصلاة والسلام على إمام المجاهدين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين وبعد.
موضوع البحث هو: في التحالف السياسي، والبناء الداخلي.
ويرد على الخاطر سؤال سريع: لماذا أصبح حديث التحالف السياسي موضوع الساعة؟ خاصة والحركة الإسلامية في الربع الأخير من القرن الماضي كان موضوع الساعة عندها هو التميز والمفاصلة.
ويبدو في النظرة العجلى للأمور أن الموضوعين متناقضان تمام التناقض. فهل انحرفت الحركة الإسلامية عن مسارها الصحيح. حتى استبدلت المفاصلة والتميز بالتحالف؟؟ أبدا. ولكن سنة التطور الربانية هي التي قادت الحركة الإسلامية إلى هذا الموقع.
لقد ابتدأت الحركة الإسلامية مسارها الأول في ظل أنظمة تؤمن بالإسلام عقيدة وتخالفه سلوكا. فكان الطرح الإسلامي المناسب لتلك المرحلة. هو طرح المفهوم المتكامل للإسلام بصفته عقيدة وشريعة ونظام حياة.
واتجهت الكتابات الإسلامية كلها لتثبت للناس أن الإسلام بالإضافة إلى كونه عقيدة. فهو نظام سياسي واجتماعي واقتصادي يحل مشاكل الحياة برمتها.
وكأن الشعور الخفي لدى الدعاة أن هؤلاء الحكام الذين يجهلون الإسلام سيسارعون إلى تنفيذه منذ لحظات اطلاعهم على هذه المبادئ. وإذا تلكؤوا.