إلا نفسه)) ولعل هذا يعني أن بني ثعلبة كانوا جميعا يهودا لم يسلم منهم أحد، فأكد في فقرتهم على ذكر الظلم والإثم كما أكد في بند آخر على مواليهم بأنهم مثلهم ولهم نفس حقوقهم، وبين في بند آخر أن جفنة بطن من ثعلبة.
٣٥ - ((وإن البر دون الإثم)) فالأصل في معاملة المسلمين لهؤلاء برهم، والثقة وترك التجريح. البر بهم هو الأصل، والمتهم بريء حتى يدان. والذي يعيش في ظل الإسلام يرفعه الإسلام إلى مستوى الثقة به والتعامل الكريم معه طالما أنه استسلم لنظام الإسلام ورضيه.
٣٦ - ((وإن بطانة يهود كأنفسهم)) فالكرامة لهم ولأتباعهم.
٣٧ - لكن البر والثقة لا يعني الغفلة وترك الحذر. لذلك ذكر الميثاق قيدين:
٣٨ - أولهما: أنه لا يخرج أحد منهم إلا بإذن محمد صلى الله عليه وسلم. لضبط تحركاتهم واتصالاتهم.
٣٩ - والثاني:((وإنه لا ينحجز ثأر على جرح)) فلا تجوز الثارات واشعال الحروب من أجل جروح تقع. فحق الثأر مرتبط بالقتل، أما الجرح فيمكن علاجه بصورة أهون.
٤٠ - والذي لا يلتزم بهذا القيد فقد أهلك نفسه وأهل بيته وأصبح مهدر الدم إلا إذا كان مظلوما.
٤١ - وهذا كله ليس كسبا جماهيريا في فترة محددة، وليس وعودا معسولة أو إغراء لهؤلاء الخصوم ... بل هو العهد الذي يلتزم به الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه ((وإن الله على أبر هذا)) فالمسلم أبعد ما يكون في تعامله عن الميكيافيلية.
[مع الباب الثالث]
وهو أقرب ما يكون لأن يمثل الحلف السياسي. فاليهود هنا تجمعات كبيرة احتاج إنهاؤهم عندما نقضوا العهد إلى حروب وحصار. لهم سلطانهم الخاص