للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله عليه وسلم بالخيار. -في أن يحكم بينهم- إذا طلب منه ذلك، أو يرفض هذا الحكم.

{فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}.

٦٠ - وبينما وجدنا في الباب الثاني: أن التجمعات الصغيرة لليهود ضمن تجمعات القبائل كانت مقيدة الحركة. فلا يخرج أحد إلا بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم. نجد التحركات هنا مفتوحة، والحرية أوسع نظرا لاتساع الكيان وضخامته، وهذا يعني أنه ليس شيئا من الاستقلال الذاتي. ونظرا لأنه يخضع في كثير من أحكامه للسلطة المحلية، فكان النص هنا: وأنه من خرج من المدينة آمن، ومن قعد بالمدينة آمن، إلا من ظلم أو أثم. وهذا يعني: أن الحركة الإسلامية تنظر في كل منطلقاتها إلى مدى ما يؤثر هذا الحلف على سلطان الدولة قوة وضعفا، ومدى أثره على أمنها.

٦١ - ((وأن الله جار لمن بر واتقى، ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم)) حيث وجدنا هذه العبارة قد تكررت أربع مرات، مع كل حليف على حدة. وحتى مع ميثاق التآخي الإسلامي في الأحكام العامة.

ونستطيع الآن تحديد المنطلقات العامة للتحالف السياسي- في هذه المرحلة- والدستور الإسلامي.

[أولا: ميثاق الجبهة الإسلامية]

١ - يحدد الميثاق الحركات والفئات والجماعات التي ستشترك في التوقيع عليه وتبنيه.

٢ - لا بد أن يكون المشاركون مؤمنين بالإسلام عقيدة وعبادة ونظاما.

٣ - وأن يكونوا مؤمنين بضرورة الجهاد للقضاء على الطاغوت.

<<  <   >  >>