أنه رسول الله، وأن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة، وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف، فإما أنتم تصبرون على ذلك فخذوه، وأجركم على الله، وإما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فهو أعذر لكم عند الله ....
فقالوا: يا أسعد. أمط عنا يدك، والله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها.
[اثنا عشر نقيبا]
وبعد أن تمت البيعة طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم انتخاب اثني عشر زعيما يكونون نقباء على قومهم. يكفلون المسؤولية عليهم في تنفيذ بنود هذه البيعة. فقال للقوم: أخرجوا إلي منكم أثني عشر نقيبا ليكونوا على قومهم بما فيهم. فتم انتخابهم في الحال. وكانوا تسعة من الخزرج، وثلاثة من الأوس. ولما تم انتخاب هؤلاء النقباء أخذ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ميثاقا آخر بصفتهم رؤساء مسؤولين. قال لهم: أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم. وأنا كفيل على قومي- يعني المسلمين- قالوا: نعم.
[شيطان يكشف المعاهدة]
ولما تم إبرام المعاهدة وكان القوم على وشك الارفضاض اكتشفها أحد الشياطين وحيث جاء هذا الاكتشاف في اللحظة الأخيرة، ولم يكن يمكن إبلاغ زعماء قريش هذا الخبر سرا ليباغتوا المجتمعين وهم في الشعب قام ذلك الشيطان على مرتفع من الأرض وصاح بأنفذ صوت سمع قط: يا أهل الأخاشب (الجباجب) هل لكم في محمد والصباة معه قد اجتمعوا على حربكم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا أزب العقبة، أما والله يا عدو الله لأتفرغن لك، ثم أمرهم أن ينفضوا إلى رحالهم.