وكانت لقاءات القاعدة مع القائد العظيم صلى الله عليه وسلم أكبر حلم عندها تتعرف عليه وتتلقى منه، وتستجيب لأمره وتوجيهاته.
٢ - وكانت الخطوة الثانية من التخطيط العبقري هو الخروج المنظم لموعد الاجتماع، يقول كعب: حتى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم نتسلل تسلل القطا (طائر مشهور بخفة حركته) مستخفين، حتى اجتمعنا في الشعب عند العقبة ونحن ثلاثة وسبعون رجلا ومعنا امرأتان من نسائنا: نسيبة بنت كعب، وأسماء بنت عمرو. وتم الاجتماع لهذا العدد الضخم الذي انسل من بين معسكرات المشركين دون أن يتنبه لهم أحد.
٣ - وكانت الخطوة الثالثة من التنظيم المحكم كما تشير بعض الروايات إلى تأمين حراسة الشعب بحيث لا يدري أحد بالأمر.
يقول المقريزي: وجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه عمه العباس وهو وعلى دين قومه. وأبو بكر وعلي رضي الله عنهما، فأوقف العباس عليا على فم الشعب عينا له، وأوقف أبا بكر على فم الطريق الآخر عينا له.
فلم يدر حتى المهاجرون بهذا اللقاء السري إلا من كان له مهمة خاصة في الحراسة والمراقبة وهما: علي وأبو بكر رضي الله عنهما.
٤ - وكان حضور العباس وحديثه وهو على دين قومه- كما يظهر ضرورة سياسية فهو الذي يحمل عبء الحماية النبوية كما قلنا، فلا بد أن يتوثق من مستوى هذه الحماية الجديدة ليطمئن إليها، وإلا فلن يفرط في ابن أخيه. ولعل هذا يشير إلى إمكانية اشتراك بعض الشخصيات غير الإسلامية إذا كانت مناط ثقة تامة من القيادة في عملية تغيير سياسي لصالح الإسلام أو- على الأقل- يمكن