هما: الدية وفك العاني. الدية تحملها القبيلة وكذلك فك الأسير من هذه القبيلة، وافتداؤه بالمال. والمقصود من هذا الأمر هو القضاء على السؤال والتسكع على الأبواب في المجتمع الإسلامي.
٩ - وإذن فلا بد من تكافل اجتماعي تحمله إحدى التنظيمات القائمة. الشخصية أو الحزبية أو العشائرية ويحدد انتساب الشخص في هذا المجتمع فلا يباد دون أن يدري به أحد.
١٠ - والالتزام المالي الثالث الذي نظمه هذا الميثاق هو: المفرح: أي المثقل في الدين الكثير العيال وهذا يعني الجانب الاحتياطي حيث يتعاون المؤمنون عند عجز العاقلة من القبيلة أو التنظيم عن الوفاء بالحاجة.
١١ - وأن المؤمنين المتقين على من بغى منهم. فالظالم الباغي يحاربه كل المجتمع. ولقد كان هذا تطورا هائلا في التاريخ البشري من قول الشاعر:
لا يطلبون أخاهم حين يندبهم ... في النائبات على ما قال برهانا
إلى أن يكون كل المؤمنين على الباغي الظالم. وحدد رسول الله صلى الله عليه وسلم نصر الأخ وهو ظالم بردعه عن ظلمه.
١٢ - وكان لا بد من النص على هذا الموضوع والتأكيد عليه لأن البناء القبلي هو الذي يجعل للظالم سندا وسطوة من قبيلته. وطالما أنه أقر البناء القبلي في المجتمع، فلا بد من سلبه كل شروره وآثامه، وأن لا وجود للقبيلة أمام الشرع في تأييد الظالم ونصره.
١٣ - وعلاقة هذا الأمر في حركتنا الإسلامية علاقة مباشرة. فلئن كان الظالم يأخذ سلطته وسطوته من قبل من نظام القبيلة. فلو أتيح للحركة الإسلامية والجبهة الإسلامية أن تحكم فسوف يأخذ أعضاؤها سطوتهم وسلطتهم واستغلالهم من خلالها، كما نرى في كل نظم العالم التي يستغل أبناء الحزب الحاكم مقدرات الأمة وأملاكها. ولعل أبشع ما نرى ذلك في سورية اليوم أمام