للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هو جعل المعتزلة الاعمال شرطاً في صحة الايمان، والسلف جعلوه شرطاً في كماله (١).

ويمكننا توجيه الامر بالقول: إن الانسان الذي يدعي الايمان بالله لا بد له من الايمان باركانه المقرر في حديث جبريل-عليه السلام- (٢)، وهي الايمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الاخر، وبالقدر خير وشره. فاذا اختل ركن من هذه الاركان فلا يسمى مؤمناً.

وايمان المسلم بهذه الاركان يعني انه لا يُخلّد في النار-وان زنى وان سرق- فمن نطق بالشهادتين"اشهد ان لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله" كان مسلماً ومن كان مسلماً فقد ((أقر بأركان الايمان، الايمان بالله، والايمان بالرسالة، والايمان بالواسطة بين الله والرسل، والايمان بالوحي الذي انزل على الرسل. وأما الإيمان باليوم الآخر وبالقدر فإنما هما فرعان عن هذا كله، ومن آمن بالوحي آمن بالكتاب والسنة ومن آمن بالكتاب والسنة آمن بالاسلام آمن بالاسلام كله وما يستلزمه الايمان بالاسلام ومن هنا كانت الشهادتان هما البداية وهما النهاية وهما الوسط وكذلك نجد التركيز على ذلك في الكتاب والسنة)) (٣).

ومن آمن بهذا كله فقد ذاق طعم الايمان فقد اخرج الامام مسلم عن العباس - رضي الله عنه - مرفوعاً ((ذاق طعم الايمان من رضي بالله رباً وبالاسلام ديناً وبمحمد رسولاً)) (٤). ومن ذاق طعم الايمان فانه لا يخلد في النار -برحمة الله تعالى ومنته-واما كون العمل شرط الايمان أو مكمل له فأقول:-

أن من آمن ولم يعمل من الطاعات شيئاً فهو في المشيئة الالهية، ان شاء عذبه وان شاء عفا عنه.

أما كون العمل شرطاً في الايمان فهو باطل، وانما الايمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي-كما اسلفنا القول (٥).

وأما ما جاء من النصوص والتي في ظاهرها ان العمل غير معتبر فهي مطلقة ويجب


(١) مصدر سابق.
(٢) حديث جبريل الطويل اخرجه الشيخان وغيرهما انظر المسند الجامع ١٣/ (١٠٤٤١).
(٣) الاساس في السنة، قسم العقائد، سعيد حوى ١/ ٢٢١ بتصرف يسير.
(٤) مسلم/ كتاب الايمان (٥٦).
(٥) انظر ص٩٢ مما سبق.

<<  <   >  >>