للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حمل المطلق على المقيد. والاحاديث التي تقيد بذلك الاطلاق كثيرة منها:-

ما أخرجه الإمام مسلم بسنده من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال النبي: ((بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله واقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان)) (١).

وجاء من حديث ابن عباس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((عرى الاسلام وقواعد الدين ثلاثة عليهن أسس الاسلام من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم: شهادة لا اله إلا الله، والصلاة المكتوبة، وصوم رمضان)) (٢).

والإيمان بالله على نوعين: ايمان بأركان الايمان وهذا القدر واجب على كل مؤمن وصاحبه لا يخلد في النار.

والنوع الثاني: الإيمان الكامل الذي قال تعالى فيه: ((إنما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم آياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا ... )) (٣) فهذا الايمان هو الذي يحرم صاحبه على النار.

وقد سئل الحسن البصري عن ايمانه فقال: انا مؤمن من الصنف الاول اما الصنف الثاني فلا ادري انا منهم امْ لا (٤). فلم يتوقف الحسن في الجزم بانه من اهل الايمان الاصلي وانما توقف في كونه من اهل الكمال الذي وعدهم الله الجنة بقوله"لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم" (٥).

وبعبارة اوضح فان للايمان معنيين: معنى مطلق، ومعنى مقيد، فالمعنى المطلق-الذي يراد اذا اطلقت اللفظة مجردة- هو الذي يشمل العبادات والاعمال الصالحات.

والمقيد: هو الذي يقربه في القلب ولا يقترن به عمل.

فالاحاديث التي جاءت تخبر بالنجاة وتحريم المؤمن على النار هي القسم الاول،


(١) مسلم، الإيمان (١٩،٢٠،٢١،٢٢). وانظر المسند الجامع ١٠/ (٧١٦٠،٧١٦١،٧١٦٢،٧١٦٣،،٧١٦٤،٧١٦٥،٧١٦٦).
(٢) اخرجه ابو يعلى (٢٣٤٩)، وانظر مجمع الزوائد ١/ ٤٧و٤٨.
(٣) الانفال/٢ - ٣.
(٤) انظر الاعتقاد على مذهب اهل السنة والجماعة، البيهقي ٨٤.
(٥) الانفال/٣، وانظر مصدر سابق.

<<  <   >  >>