للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسورة آل عمران فانهما يأتيان يوم القيامة كانهما غمامتان أو غيايتان أو كانهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن اصحابها، اقرءوا سورة البقرة فان اخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة)) (١). وجاء في حديث النواس بن سمعان - رضي الله عنه - المرفوع: ((يؤتى بالقرآن يوم القيامة واهله الذين يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران وضرب لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أمثال ما نسيتهنّ بعد. قال: كانهما غمامتان أو ظلتان سود وان بينهما شرق أو كانهما فرقان من طير صواف يحاجان عن صاحبهما)) (٢).

وما ذلك الرجل الذي جعله النبي - صلى الله عليه وسلم - اميراً على سرية بسبب حفظه لسورة البقرة إلا مثال قريب على مكانة سورة البقرة ومنزلتها. فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: ((بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثاً وهم ذو عدد فاستقراهم، فاستقرأ كل رجل منهم يعني ما معه من القرآن، فاتى على رجل من احدثهم سناً فقال: ما معك يا فلان؟ قال معي كذا وكذا وسورة البقرة، فقال: ((أمعك سورة البقرة؟ قال: نعم، قال: إذهب فأنت اميرهم ... .)) (٣) ... الحديث.

فإذا كان صاحب سورة البقرة يقود الناس في الدنيا فكيف به يوم القيامة؟

وأخرج أبو داود بسنده عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((ان سورة من القرآن -ثلاثون اية- شفعت لرجل حتى غفر له:"تبارك الذي بيده الملك")) (٤).

فسورة الملك تشفع لصاحبها وتحاجج عنه يوم القيامة. وليس ذلك فحسب بل انها تشفع له ايضاً في قبره فقد أخرج النسائي بسنده عن عبد الله بن مسعود- موقوفاً قال: ((من قرأ تبارك الذي بيده الملك كل ليلة مَنَعه الله من عذاب القبر وكنا في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نسميها المانعة. وانها في كتاب الله سورة من قرأ بها في كل ليلة فقد اكثر واطاب)) (٥).


(١) انظر تخريجه برقم (١١٧).
(٢) أخرجه مسلم، صلاة المسافرين) ٢٥٣)، وانظر المسند الجامع ١٥/ (١١٩٩٢).
(٣) أخرجه الترمذي في جامعة، فضائل القرآن (٢٨٧٦)، وانظر تخريجه في المسند الجامع ١٧/ (١٤٤٥٨).
(٤) انظر تخريجه برقم (١٢٧).
(٥) الحديث حسن أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (٧١١) والحاكم في المستدرك٢/ ٤٩٨، وانظر المسند الجامع١٢/ (٩٣٠١).

<<  <   >  >>