للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله تعالى " ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع " (١) فالله تعالى نفى أنْ يكون للظالمين شفيع البتة

ورد القاضي عبد الجبار حديث " شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي " (٢) بأنهُ خبر أحاد فلا يحتج به في العقيدة، ولو صح لعارض نصوصاً قطعية من السنة كقوله - صلى الله عليه وسلم - "لا يدخل الجنة مدمن خمر ولا عاق ولا منان" (٣) وهكذا نرى أن شبههم تدور حول امور ثلاثة هي:-

أولا:- انه لم يثبت حديث صحيح في الشفاعة لاهل الكبائر، وكل ما جاء فهو اخبار احاد

ثانيا:- الشفاعة المرجوة يوم القيامة هي خاصة بالمحسنين دون غيرهم، لقوله تعالى ((لا يشفعون الا لمن ارتضى)) (٤)

ثالثا:- القول بالشفاعة لأهل الكبائر يعارض أدلة قطعية. كقوله تعالى ((ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع))، وغيرها. وكذا يعارض نصوصا من السنة، كقوله - صلى الله عليه وسلم -:- ((لا تنال شفاعتي أهل الكبائر من أمتي))،وحديث ((لا يدخل الجنة نمام ولا مدمن خمر ولا عاق ... )) وأجيب عليها من وجوه:-

الوجه الأول:-حديث ((شفاعتي لاهل الكبائر من أمتي)) (٥) حديث صحيح عن انس بن مالك - رضي الله عنه -.

وله شواهد تقويه (٦) وكونه آحادا: فان مسالة الاحتجاج به أمر خلافي بين العلماء وكل له أدلته.

وهذا الحديث وان كان آحادا في روايته الا أن له حكم المتواتر من حيث كثرة الاحاديث التي تناولت هذا النوع من الشفاعة وقد: ((أطبق سلف الأمة على تسليم هذه الرواية وصحتها مع ظهورها وانتشارها والعلم بأنها مروية في الصحابة والتابعين ولو كانت


(١) غافر /١٨.
(٢) انظر تخريجه برقم (٥٨).
(٣) الحديث عن إبن عباس "رض الله عنهما" وانظر مظانه في المسند الجامع ٩/ (٦٦٥٨).
(٤) الانبياء /٢٨.
(٥) انظر تخريجه برقم (٥٨).
(٦) انظر الاحاديث برقم (٥٩و٦٠).

<<  <   >  >>