للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أيضًا، من الأحاديث التي تدل على ذلك حديث وجوب طاعة النبي -صلى الله عليه وسلم، بل ليس أن نطيعه فقط، بل أن نطيع أميره الذي أرسله، لو أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أرسل أميرًا في قيادة ما على أي مستوى من المستويات، على الأمة أن تستجيب لهذا الأمير، أولًا في حديث: ((من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني)) يعني: على الأمة -كما قلت- لا تطيع النبي -صلى الله عليه وسلم- فقط، بل تطيع من أرسله النبي -صلى الله عليه وسلم- في أي أمر من الأمور، لو أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أرسل رسولًا يأتي بزكوات، أو يقود غزوًا "سرية مثلا" أو كلَّف مؤمنًا بأن يُصلي بالمسلمين، أيّ تكليف للنبي -صلى الله عليه وسلم- هو طاعتنا لأمره -صلى الله عليه وسلم- إنما هو طاعة له -عليه الصلاة والسلام- ومن ثَمَّ أيضًا هي طاعة لله -تبارك وتعالى- لأن من أطاع النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد أطاع الله، ومن عصى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد عصى الله تعالى والعياذ بالله -تبارك وتعالى-.

أيضًا، من الأحاديث التي تدل على وجوب طاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- قول النبي -صلى الله عليه وسلم: ((إني تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي)) هذا حديثٌ رواه الحاكم في كتاب العلم وهو حديث صححه العلماء، ويلتقي مع كل الروايات الواردة في هذا الأمر، طاعة الله -تبارك وتعالى- وطاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- طاعة القرآن الكريم وطاعة السنة المطهرة، ما دمتم تستمسكون بهما فلن تضلوا أبدًا؛ لأنهما طريق الهداية وطريق الرشاد، والعصمة من الزلل: كتاب الله -تبارك وتعالى- وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

أيضًا، الأحاديث في الحقيقة أكثر من أن تحصى في هذا المجال، ولذلك هنا نقل للإمام الشافعي -رحمه الله تعالى- في (الرسالة) يقول: "وكل ما سن فقد ألزمنا الله باتباعه -أي: كل ما سن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد ألزمنا الله اتباعه، وجعل في اتباعه طاعته -أي: جعل في اتباعه النبي -صلى الله عليه وسلم- طاعة الله تعالى، وفي العنود عن

<<  <   >  >>