وأخرجه الإمام أحمد في (المسند) وآخرون، من حديث أبي هريرة أيضًا، وذكره في عدة مواطن من مسنده.
وأخرجه النسائي من حديث أبي هريرة أيضًا في كتاب: الجنائز، باب التعزية ... إلى آخره.
هذا الحديث يملأ دواوين السُّنة، لا يوجد كتابٌ من كتب السُّنة إلا وقد رواه، والحديث بذلك في أعلى درجات الصحة، يعني: لا ينازِع في صحته أحدٌ أبدًا من أئمة الشأن المعتمدين ممن لهم دارية وعمق في تخصص الحديث وعلومه قديمًا وحديثًا، ويكفي أن صاحبي (الصحيح) -رحمهما الله تعالى- روياه في صحيحيهما، فهو من المتفق عليه عند علماء الأمة، ويعتبر من الأحاديث التي أجمعت الأمة على تلقيهما بالقبول، بالتالي هو في أعلى درجات الصحة.
الرد على ما أثير حول الحديث من شبهات
لكنهم أثاروا حوله بعض الشبهات التي نحاول أن نوجزها فيما يلي:
يقولون: إن الملائكة لا يتعرضون للعاهات.
ويقولون أيضًا: إن الصالحين من عباد الله لا يكرهون الموتَ، فكيف بالرسل، بل كيف بأولي العزم من الرسل وسيدنا موسى منهم -خمسة من أولي العزم من الرسل، وهم أفضل الأنبياء: نوح، وموسى، وعيسى، وإبراهيم، وسيدنا محمد -صلى الله عليهم جميعًا- هؤلاء أولي العزم من الرسل- فكيف بنبي من أولي العزم من الرسل يكره الموت، مع أن الصالحين يحبون الموت؟ وفي رأيهم من هذا الأمر استدلوا بحديث:((من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه)) وهو حديث في الصحيحين أيضًا: ((ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه)).