الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وأحبابه وأصحابه وأزواجه الطيبين الطاهرين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد:
فنتكلم عن حديث الذباب، وهذا الحديث أنموذج لما رفضوه بِناءً على أساء عقلي؛ فهو من وجهة نظرهم مخالف للعقل ولما هو معروف طبيًّا من أن الذباب ناقل للعدوى، فكيف يكون فيه شفاء!! إلى آخر ما أثاروه.
نبدأ بذكر نص الحديث، ورواه البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب الطبّ، باب: إذا وقع الذباب في الإناء، وأخرجه في كتاب بدء الخلق، باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم، وله طرق كثيرة سنشير إليها بعد قليل.
الحديث في (صحيح الإمام البخاري) -رحمه الله تعالى- بسنده إلى أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:((إذا وقع الذبابُ في إناء أحدكم فليغمسه كلَّه، ثم ليطرحْه؛ فإن في أحد جناحيه شفاءً وفي الآخر داءً)) هذا نص الحديث عند الإمام البخاري -رحمه الله تعالى - مع تفاوت بين بعض الروايات في بعض الألفاظ اليسيرة، مثل كلمة:((كله)) وردت في بعض الروايات أم لم ترِدْ في بعض الروايات.
إذن الحديث يتكلم عن أن الذباب إذا وقع في إناء أحدنا فليغمسه كله، يعني يُغرِق الذباب في السائل الذي في الإناء، ثم ليقذف بالذباب إلى خارج الإناء، ثم ليطرحه -أي: يلقيه بعيدًا عن الإناء- فإن في إحدى جناحيه داء وفي الآخر شفاء.
أعداء السنة قديمًا وحديثًا يتكلمون حول هذا الحديث، ويُثيرون شُبَهًا كثيرة حوله:
من هذه الشُّبه: أن هذا الحديث من رواية أبي هريرة -رضي الله عنه- هو أن البعض قد تكلم في رواية أبي هريرة، وننتبه إلى الشُّبَه حتى نتمكن من الرد عليها، أنه حديث