بقي أن نشير إلى شبهة عرض السنة على القرآن واستدلالهم بحديث موضوع في هذا، وهو "إذا جاءكم عني حديث فاعرضوه على كتاب الله فما وافق فخذوه، وما خالف فاتركوه" وهذا قد روي بروايات متعددة، وأئمة الحديث مجمعون على أن هذا الحديث موضوع مختلق على النبي -صلى الله عليه وسلم- وضعته الزنادقة كي يصلوا إلى غرضهم للنيل من السنة، وعلماء السنة قالوا: إن الحديث يحمل الدليل على وضعه في طياته، كيف؟ قالوا: إننا لا نجد آية في كتاب الله -تبارك وتعالى- تأمرنا بعرض كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- على القرآن الكريم؛ يعني: لو طبقنا القاعدة التي يطلبها هذا القول عليه لوجدناه دليلًا على بطلانه، الذين يزعمون بهذا الرأي أو غيره يأتون لنا بآية تطلب منا أن نعرض كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- على القرآن الكريم، بل أمرنا في وضوح وجلاء:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}(الحشر: ٧) وهكذا تبطل شبههم شبهة بعد شبهة.
هذا وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.