إذن، الذي يبين هداية القرآن، يبين نور القرآن، يبين منهج القرآن، يبين مراد الله -تبارك وتعالى- في كتابه الذي أنزله على خلقه؛ ليهتدوا به وليخرجوا به من الظلمات إلى النور- كل ذلك موكولٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم، ولولا السنة المطهرة ما فهمنا القرآن الكريم وما طبقناه.
إذن هذا غرضهم الذي يهدفون إليه، ومن ثمَّ كان هدفًا خطيرًا وخبيثًا، وهم يحاولون أن يصلوا إلى تطبيقه بشتَّى الأساليب، وبإثارة الشُّبه، ولذلك نحن نجيب عن تلك الشبه، ونبين مدى توقف القرآن الكريم في فهمه على السنة المطهرة.
محاور العلاقة بين القرآن الكريم والسنة النبوية
محاور العلاقة بين القرآن الكريم وبين السنة المطهرة:
إن محاورها في ثلاثة:
المحور الأول: أن تأتي السنة موافقة للقرآن الكريم بمعنى: أن القرآن الكريم يذكر القضية أو المسألة، ويأتي نفس الأمر في السنة المطهرة، العلاقة بينهما حينئذٍ تُسمَّى علاقة تَوَافق وتكامل، كلٌّ منهما يؤكِّد المعنى ويقرِّره؛ ليستقر في وجدان الأمة ضرورة العمل بهذا الأمر الذي نزل في القرآن الكريم، من ذلك قول الله تبارك وتعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}(الحجرات: ١٠)، يأتي النبي -صلى الله عليه وسلم- ليقول:((المؤمن أخو المؤمن))، في رواية مسلم:((المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يُسلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، بحسب امرئ من الشر أن يحقِرَ أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعرضه)).
هذا الحديث رواه مسلم في كتاب البر، باب تحريم الظلم، حديث المسلم أخو المسلم، هو أيضًا رواه البخاري جزءًا من حديث في كتاب المظالم، باب لا يظلم